مع اشتعال المنافسة بين محمود طاهر ومحمود الخطيب فى
انتخابات الأهلي الأخيرة، دخل وقتها تركي آل شيخ وزير الرياضة فى المملكة العربية
السعودية ورئيس الاتحاد العربي للرياضة على خط المنافسة بطلب من "بيبو"
الذي أظهرت نتائج استطلاعات الرأي تأخره عن منافسه، وجرى ترتيب لقاء من احدى
الشخصيات البارزة بين المسئول السعودي وبين الخطيب تم الاتفاق فيه على تقديم ترك
دعم غير محدود للخطيب لحسم معركة رئاسة الأهلي مع وعد من الأخير بمنح "آل
الشيخ" الرئاسة الشرفية لنادي القرن فى أفريقيا مقابل استمراره فى دعم مجلس
الخطيب وتوفير صفقات قوية واحضار مدير فني صاحب سيرة ذاتية قوية لمساعدة الفريق
على الفوز ببطولة أفريقيا والعودة من جديد الى كأس العالم للأندية.
فى البداية سارت العلاقة بين الطرفين ( الخطيب وآل شيخ)
على ما يرام ، وفتح الوزير السعودي خزائنه لمجلس الأهلى، وكان أول حضور قوي له فى
مسرح الأحداث مع اشتعال المنافسة بين الأهلى والزمالك على ضم مهاجم انبي الشاب
صلاح محسن ، والذي كان الأهلى يفاوضوه بقوة لتدعيم هجومه الا أن مسئولى الزمالك
دخلوا بقوة فى الصفقة املا فى الفوز بخدمات اللاعب أو على أقلى تقدير رفع سعره على
الأهلى وهو ما تحقق فى النهاية واضطر الأهلى لدفع 40 مليون جنيه فى لاعب صاعد لم
يتم ضمه للمنتخب ولو فى مباراة واحدة، صحيح أن الأهلى لم تتكلف خزينته جنيها واحدا
فى الصفقة وتكفل بها بالكامل تركي ال شيخ الا أن الصفقة كان لها أثرا سلبيا على
نجوم الفريق الأحمر الكبار.
الآثار السلبية لصفقة صلاح محسن بدت واضحة فى مفاوضات
تجديد عقود عبدالله السعيد وأحمد فتحي اللذين طلبا مساوتهما باللاعب الناشئ وتقدير
التاريخ الكبير لهما والبطولات التى حققاها مع القلعة الحمراء ، وقتها خرج مسئولون
فى التسويق ليؤكدوا أن الأهلى لديه سقف للصفقات لا يمكن تجاوزه وانهم لن يسمحوا
لأي لاعب بـ "لوي دراع الادارة" ، على الطرف الآخر كان مرتضى منصور
ينتظر اللحظة التى ينقض فيها على الأوضاع ويصدر مزيد من الأزمات للنادي الأحمر ،
ومن هنا كلف نجليه أمير وأحمد بفتح مفاوضات مع ثنائي الأهلى تمهيدا لضمهما لصفوف
القلعة البيضاء، قبلها بأيام كان مرتضى نجح فى فتح خطوط اتصال مع تركي آل شيخ ولعب
بكارت مشاركة الزمالك فى البطولة العربية ، بلع تركي الشيخ الطعم ووافق على تمويل
عدد من الصفقات لصالح الأبيض مقابل موافقة منصور على مشاركة مدرسة الفن والهندسة
فى البطولة العربية، وكانت البداية باستقدام الدولى التونسي حمدي النقاز، الذي دفع
فيه تركي 18 مليون جنيها.
على جانب آخر وبعيدا عن أعين ادارة الأهلى كان عبدالله
السعيد، واحمد فتحي يتفاوضون على المقابل المادي المناسب لهما للانتقال الى
الزمالك فى جلسات سرية منفصلة قادها اسماعيل يوسف بمشاركة نجلى رئيس الزمالك، وهى
المفاوضات التى انتهت بتوقيع السعيد على عقود انتقاله للزمالك مقابل 40 مليون جنيه
كاش تسلمها عدا ونقدا ، وكانت صفقة احمد فتحى على وشك الاتمام لولا انكشاف أمر
عبدالله السعيد .. لكن كيف حدث ذلك
الاجابة كانت من اللجنة المالية التى شكلها وزير الرياضة
للاشراف على نادي الزمالك بعد اتهامات بالفساد طالت أعضاء مجلس الادارة وهى اللجنة
التى سربت عقد السعيد الى مسئولين فى الأهلى ، سارعوا الى طلب مساعدة تركي ال شيخ
لافساد الصفقة خوفا من غضبة الجماهير، كان ترك على الموعد ونجحت اتصالاته فى احضار
السعيد الى الاهلى واقناعه بالتجديد للفريق الأحمر مع تعهد شخصي من تركي بحل مشكلة
توقيعه للزمالك مع مرتضى منصور ، وهو ما حدث بعدها بالفعل.
شرارة الزمة بين ترك آل شيخ ومجلس الأهلى كان بدايتها ما
حدث فى ملف أزمة عبدالله السعيد، وترك الأمر جرحا غائرا فى العلاقة أسره تركي فى
نفسه وفضل الصمت أملا فى تدارك مجلس الخطيب لأخطائه ، مع استمرار نتائج الفريق
المخيبة للآمال وفشل الأهلى فى الفوز ببطولة أفريقيا تصاعدت أصوات جماهيرية مطالبة
بمدير فنى أجنبي بدلا من حسام البدري المغضوب عليه من قطاعات عريضة من مشجعى
الأهلى، وبدأ ترك الشيخ تحركاته لاستقدام المدير الفنى ووقع الاختيار على
الأرجنتيني رامون ديان وحضر نجله الى القاهرة وتم الاتفاق على كافة التفاصيل الا
أن ادارة الأهلى أظهرت تراجعا فما كان من ال شيخ الا التعاقد مع دياز لأحد الأندية
السعودية وكانت شرارة الزمة مع جماهير الأحمر بتصريح لترك قال فيه انه كان ينوي
احضار دياز لــ "أحد الأندية العربية" يقصد الأهلى لكن حين طلب نادي
سعودي التعاقد معه فضلته على الأهلى.
ثارت جماهير الأهلى وطالبت بوضع نهاية لتجاوزات ترك
واستبق رئيس الاتحاد العربي اجتماع مجلس ادارة الأهلى وأكد تنازله عن الرئاسة
الشرفية للنادي الأحمر، ومن يومها بدأ اجراءات تأسيس نادي يستطيع من خلاله منافسة
الكبار الأهلى والزمالك فكان بيراميدز الذي اشتراه من مالكه الأسيوطى وغير اسمه .
تعليقات
إرسال تعليق